من المتوقع أن يسعى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أُثناء زيارته لروسيا هذا الشهر إلى عقد صفقة لشراء أسلحة متطورة لمواجهة الضربات الجوية الإسرائيلية المحتملة على المنشآت النووية الإيرانية.

ولكن قد يعود من محادثاته مع فلاديمير بوتين بخفي حُنين.

فقد ترددت موسكو في السابق بشأن تعزيز علاقاتها العسكرية مع طهران، في نفس الوقت تستخدم روسيا إيران كعنصر لموازنة علاقاتها مع القوى الغربية.

ومع وقوف المحادثات الخاصة بإحياء الاتفاق النووي الإيراني على المحك، والأخذ والرد بين الولايات المتحدة وروسيا حول الصراع المحتمل في أوكرانيا، يمكن أن تغري موسكو إيران للمرة الثانية بصفقة أسلحة للحصول على ما تريده في مكان آخر.

كما يحتاج الكرملين إلى إيجاد مشتري لطائراته المقاتلة سوخوي سو-35.

وتشير التقارير إلى عقد حكومات مصر والجزائر وإندونيسيا صفقات لشراء الطائرات مع وجود العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو، كما يُعتقد أن الولايات المتحدة هددت بمعاقبة القاهرة والجزائر وجاكرتا إذا أتموا عملية الشراء.

ولدى روسيا الآن فرصة فريدة لبيع طائرات سوخوي سو-35 لإيران، وقد تعلمت إيران العيش في ظل مجموعة من العقوبات الدولية القاسية، ويُقال إن طهران تهدف إلى شراء ما لا يقل عن 24 طائرة من طراز سوخوي سو-35 متعددة الأغراض وذات قدرة عالية على المناورة، في محاولة لتحديث قوتها الجوية التي عفا عليها الزمن.

وعلى الرغم من انتهاء حظر مجلس الأمن الدولي على شحنات الأسلحة التقليدية إلى إيران في شهر أكتوبر 2020، وهو الحظر الذي صدر في عام 2007، إلا أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان الكرملين سيجرؤ على بيع تلك الطائرات لإيران، لأن خطوة مثل تلك ستزيد من تدهور علاقة روسيا مع الغرب.

والأهم من ذلك هو الاعتقاد أن صانعي السياسة الروس يخشون من أن إيران، التي لا تزال ترزح تحت العقوبات الغربية، لن تكون قادرة على سداد قيمة جميع عقود الدفاع.

وإلى جانب طائرات سوخوي سو-35، تهتم طهران أيضًا بطائرات التدريب الروسية Yak-130، ودبابات T-90، وأنظمة الدفاع الصاروخي S-400 أرض – جو المتطورة، وأنظمة الدفاع الصاروخي الساحلية K-300P Bastion.

ومن المؤكد أن الرئيس الإيراني “رئيسي” سيناقش صفقة بيع أسلحة مع بوتين خلال زيارته لموسكو، والتي من المتوقع أن تتم في 19 يناير، ووفقًا للتقارير، يأمل “رئيسي” في توقيع اتفاقية تعاون أمني ودفاعي مدتها 20 عامًا مع روسيا، والتي يمكن أن تشمل شراء نظام متقدم للأقمار الصناعية.

ولكن، لا توجد ضمانات بتوقيع أي وثيقة أثناء الزيارة، والأرجح أن الرئيسين سوف يناقشا فقط تفاصيل الاتفاقات المحتملة.

وحتى لو وقّع البلدان صفقة دفاعية، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن الكرملين سيمضي قدمًا ويقدم أسلحة متطورة إلى طهران، ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي تنكث فيها روسيا بوعودها لإيران، فكثيرًا ما لجأت الجمهورية الإسلامية إلى روسيا للحصول على السلاح، لكن الكرملين استطاع بكل سهولة خلق المبررات لعدم المضي قدمًا في تعاونه العسكري مع إيران.

ورفضت موسكو بيع نظام S-300 لإيران في عام 2010، بفضل الضغوطات من الولايات المتحدة وإسرائيل، وبعد تسع سنوات، رفضت روسيا طلبًا من طهران لشراء نظام S-400، ويُعتقد أن الكرملين وإسرائيل توصلوا إلى اتفاق ضمني لتجنب بيع أسلحة متطورة لدول معينة، ولهذا السبب تتردد روسيا في تعميق العلاقات العسكرية مع إيران، بينما ترفض إسرائيل بيع طائرات بدون طيار لأوكرانيا.

ولكن كان رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري، في موسكو في شهر أكتوبر الماضي لإجراء محادثات مع وزير الدفاع الروسي “سيرجي شويغو” ورئيس الأركان العامة في البلاد الجنرال “فاليري جيراسيموف” ومن المحتمل أن يكون الجنرالات قد عقدوا بالفعل بعض الصفقات المهمة وأن بوتين ورئيسي سيناقشونها بالتفصيل.

ولكن يدرك المسؤولون الروس تمامًا أن بيع أسلحة متطورة لإيران من شأنه تعريض العلاقات مع إسرائيل للخطر، وقد يؤدي إلى توترات إضافية مع واشنطن.

لذلك قد يحاول الكرملين خلق توازن حساس، واعدًا بمراعاة بعض المخاوف الأمريكية والإسرائيلية على الأقل بشأن التعاون العسكري الروسي مع إيران، في مقابل ضمان نهج أمريكي أكثر ليونة تجاه طموحات موسكو في أوكرانيا.

وهذا يعني أن روسيا ستستمر في استخدام إيران كورقة رابحة في حل مشاكلها مع الولايات المتحدة، ومن جانب آخر، تهدف طهران إلى توقيع شراكة استراتيجية مع موسكو، وتأمل في الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تهيمن عليه روسيا للتخفيف من عبء العقوبات الأمريكية.

ومع ذلك، يمكن لإيران المبالغة في تقدير أهميتها الاقتصادية بالنسبة لروسيا.

ومن الواضح أن موسكو تعطي الأولوية للعلاقات التجارية والتعاون العسكري مع تركيا وليس مع إيران، على الرغم من أن تركيا هي عضو في الناتو. وكانت روسيا سعيدة ببيع أنظمة S-400 لأنقرة، وبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا 16 مليار دولار في عام 2020، بينما بلغ حجم التجارة بين روسيا وإيران لنفس العام 2.2 مليار دولار فقط.

ونظراً لعزلة إيران على الساحة الدولية، فإن السلطات في طهران مضطرة للتعامل مع روسيا، رغم أن إيران تدرك أن موسكو تلعب على الحبلين.

 

نيكولا ميكوفيتش محلل سياسي في صربيا، ويركز عمله في الغالب على السياسات الخارجية لروسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، مع اهتمام خاص بالطاقة و “سياسات خطوط الأنابيب

SUBSCRIBE TO OUR NEWSLETTER

Get our newest articles instantly!

Thank you! Your coupon code will be sent to your email once your details are verified.

Unlock Your 50% Discount!

Choose your status: