افتتح عهد جديد في إسرائيل بعد انتخابات 1 نوفمبر بهتافات “الموت للإرهابيين”. وبذلك الهتاف استقبل أنصار اليمين المتطرف الإسرائيلي زعيمهم “إيتمار بن غفير” في تجمع احتفالي لحزب القوة اليهودية في القدس بعد أن برز كشريك محتمل قوي في الائتلاف لبنيامين نتنياهو.

وبما أن كلمتي “الإرهابيين” و “العرب” في العبرية لهما نفس الإيقاع، فقد عرف الجميع المغزى من وراء ذلك الهتاف.

يجب أن نحمل كلام المتعصبون اليهود الصاعدون في إسرائيل محمل الجد، فهناك وعود بإراقة المزيد من الدماء، والتي سيكون معظمها دماء عربية، والمزيد من الكراهية التي أطلقها ائتلاف بين نتنياهو وقائمة الصهيونية الدينية، التي تعد القوة اليهودية أحد فصائلها.

وسيتم تسريع ضم إسرائيل الفعلي للضفة الغربية المحتلة وحتى التفكير في ضم إسرائيل للأراضي رسميا ما لم يتم كبح جماح الأصوليين اليهود، وذلك على الرغم من أن نتنياهو وعد قبل عامين بأن مثل ذلك الضم لن يحدث نضير تطبيع الإمارات العربية المتحدة للعلاقات مع إسرائيل.

في حين أن محادثات الائتلاف لا تزال جارية، فإن الائتلاف الأكثر تطرفا نحو اليمين السياسي والمعادي للعرب والديمقراطية في التاريخ الإسرائيلي هو في طور التشكيل.

وقال عيران نيسان، مؤسس مجموعة “مهازكيم” اليسارية التي تابعت نمو المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي “نحن في بداية فترة مظلمة للغاية”، وأول سكان سيعانون هم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والفلسطينيين في إسرائيل”.

وأعطت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الخامسة في غضون أربع سنوات فقط قائمة الصهيونية الدينية ثالث أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الإسرائيلي. ومن بين الذين انضموا إلى الكنيست “ألموغ كوهين” وهو شرطي سابق يتفاخر بممارسة العنف ضد العرب، وهناك “بتسلئيل سموتريتش” زعيم الصهيونية الدينية الذي هو في طريقه لشغل منصب حكومي رفيع، وقد أعرب عن أسفه لأن إسرائيل لم تطرد جميع الفلسطينيين من أراضيها في عام 1948، عندما تم إجلاء وفرار الغالبية العظمى أي حوالي 700,000 شخص، فيما يعرف باسم النكبة أو الكارثة.

ومع اجتياح العنصرية للبلاد، يخشى بعض الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية أن يعيد التاريخ نفسه عاجلا أم آجلا بشكل من الاشكال.

ويؤمن “سموتريتش” بأيديولوجية التفوق اليهودي التي بموجبها يجب أن يخضع العرب وتحكم إسرائيل كل أرض الكتاب المقدس لتمكين مجيء عصر المخلص، وتلك الأيديولوجية التي كانت على مدى عقود حافزا للمستوطنين اليهود للتوسع في البناء على الأراضي الفلسطينية المحتلة، أصبحت الآن جزء من هيكل السلطة الإسرائيلي.

ويعتنق “بن غفير” مذهب يبشر بالعنف من نظام المعتقدات ذلك والمعروف باسم الكاهانية كما يسعى لمنصب وزير الأمن الداخلي، وقد أدين في الماضي بدعم منظمة إرهابية والتحريض على العنصرية. كما قام بتكريم “باروخ غولدشتاين” وهو مرتكب مذبحة راح ضحيتها 29 فلسطينيا وهم يؤدون الصلاة في المسجد في عام 1994.

واقام بن غفير حملته الانتخابية على وعد بأنه إذا عمل في الحكومة فسيطرد المواطنين “غير المخلصين”، وهو تكتيكي بالغ الذكاء، حيث يمكنه البدء بعائلات المهاجمين العرب ثم يصعد الإجراءات بعد ذلك.

وأولئك الذين يعولون على نتنياهو لكبح جماح اليمين المتطرف سيصابون بخيبة أمل. حيث إن الأخير يعتمد على الصهيونية الدينية لتقويض دعائم القضاء كما يزعم خصومه، وهو الأمر الذي سيمكنه من فسخ إجراءات الفساد ضده. وعلاوة على ذلك، يتمتع نتنياهو نفسه بخبرة جيدة في العنصرية المعادية للعرب، حيث أشرف على تمرير قانون الدولة القومية قبل أربع سنوات وهو القانون الذي رسخ التفوق اليهودي على المواطنين الفلسطينيين.

ومن مقابلة أجرتها الإذاعة الإسرائيلية يوم الخميس مع “إسحاق فاسيرلوف” وهو عضو جديد في الكنيست اليهودي، حيث قال” يبدو أن الحكومة يمكن أن تستثمر المزيد من الجهد لطرد الفلسطينيين مما يعرف باسم المنطقة (ج) في الضفة الغربية، وهي الأراضي التي يتخيلها الفلسطينيون والمجتمع الدولي كمركز لدولة فلسطينية مستقبلية. “أولا وقبل كل شيء نقول إننا [اليهود] سادة دولة إسرائيل”.

ثم دعا الجرافات إلى هدم قرية خان الأحمر في الضفة الغربية، وهو مخيم بدوي قديم مصنف على أنه بناء غير قانوني، والذي تحاشته الحكومة السابقة بسبب الاعتراضات الدولية.

وقال فاسيرلوف إن الجرافات ستقوم أيضا بتدمير “جميع المباني غير القانونية”، وذلك على الرغم من حقيقة أن السياسات الإسرائيلية التمييزية تجعل من المستحيل عمليا على الفلسطينيين البناء بشكل قانوني، وفي الوقت نفسه، قال إنه ينبغي “تنظيم” عشرات المناطق الاستيطانية التي بنيت بشكل غير قانوني.

ويتصور سماح عراقي، وهو ناشط في حزب “حداش” ذي الأغلبية العربية، أن الحكومة الجديدة “ستدعم” العنف ضد المستوطنين، وهو ما نفت عمله الحكومة السابقة. “سيكون هناك ضحايا من كلا الجانبين على طول الطريق، لكن ذلك هو قرر الشعب، وربما سيؤدي ذلك إلى انتفاضة ثالثة” كما قال سماح عراقي: وفي تلك الحالة، يتوقع أن “يظهر الفلسطينيون في إسرائيل تضامنا” مع فلسطينيي الضفة الغربية.

وقال: “لا أعرف إلى أين سينتهي الأمر”.

وفي الوقت نفسه، ستصبح فكرة طرد المواطنين العرب من إسرائيل أكثر قبولا في ظل الحكومة الجديدة، كما يتوقع سماح، كما قال “حتى لو لم ينفذوا ذلك فعليا، فسيبقى في الخلفية وخطوة تلو الأخرى سيسمم وعي الجمهور حتى يصبح الطرد شرعيا في النهاية”.

 

بن لينفيلد هو مراسل سابق لشؤون الشرق الأوسط في صحيفة جيروزاليم بوست.

SUBSCRIBE TO OUR NEWSLETTER

Get our newest articles instantly!

Thank you! Your coupon code will be sent to your email once your details are verified.

Unlock Your 50% Discount!

Choose your status: